احجز استشارة

الفروق بين عمل المساند النفسي واللايف كوتش : نظرة علمية

Sep 07, 2024

 

في السنوات الأخيرة، برز كل من المساندة النفسية واللايف كوتشينغ كأدوات هامة لدعم الأفراد في مواجهة التحديات الحياتية وتحقيق أهدافهم. على الرغم من وجود تداخل بين الدورين في بعض الحالات، فإنهما يختلفان بشكل كبير من حيث النهج والأهداف والعمق العلاجي. سأتكلم في هذا المقال عن الفروق العلمية بين عمل المساند النفسي واللايف كوتش.

 

1. النطاق العلاجي

• اللايف كوتش: يركز اللايف كوتشينغ على مساعدة الأفراد في تحسين حياتهم اليومية، وتحقيق أهداف محددة، مثل تطوير المهارات الشخصية، النجاح المهني، أو تحسين العلاقات. غالبًا ما يتمحور هذا العمل حول الحاضر والمستقبل القريب، دون التطرق إلى التجارب أو الصدمات النفسية الماضية. الكوتش يعمل كدليل يساعد الأفراد في استكشاف إمكانياتهم والتغلب على العقبات التي تعترض طريقهم.
• المساند النفسي: المساندة النفسية تذهب أعمق من ذلك، حيث تهدف إلى معالجة الجذور النفسية والعاطفية للمشاكل التي يواجهها الفرد. المساند النفسي يركز على الفهم الشامل للمشاعر المكبوتة والصدمات النفسية التي قد تكون نشأت منذ الطفولة أو نتيجة أحداث مؤلمة. عمله يتجاوز المساعدة في تحقيق الأهداف إلى تقديم الشفاء العميق من خلال تقنيات متعددة مثل تقنيات تحرير العواطف المخزنة
(مثل EFT وPEAT )
أو حتى تحليل الأجزاء اللاواعية من شخصية الفرد.

 

2. المنهجية والأدوات المستخدمة

• اللايف كوتش: يعتمد اللايف كوتش على منهجيات تحفيزية وتوجيهية تركز على تطوير استراتيجيات محددة لتحقيق الأهداف. الأدوات المستخدمة تشمل تحديد الأهداف (Goal Setting)، تصميم خطط العمل، والتقييم الدوري للأداء. هذه الأدوات غالبًا ما تكون سطحية وتعمل على تعزيز الإنتاجية والكفاءة.
• المساند النفسي: يستخدم المساند النفسي تقنيات تعتمد على فهم أعمق للحالة النفسية مثل التحليل النفسي، العلاج وتقنيات لتحرير المشاعر المكبوتة، والصدمات القديمة، هذه الأدوات لا تركز فقط على الحاضر، بل تغوص في الجذور النفسية للمشكلات، مما يؤدي إلى تحرير الفرد من الأنماط السلبية المزمنة.

 

3. العمق والنتائج

• اللايف كوتش: يقدم اللايف كوتش نتائج فورية ومباشرة، ولكنها غالبًا ما تكون مؤقتة وموجهة نحو تحسين حياة الشخص بشكل سطحي. الهدف هنا هو تقديم حلول عملية وسريعة للتحديات اليومية دون الحاجة إلى التعامل مع المشاعر العميقة أو التجارب النفسية السابقة.
• المساند النفسي: يركز المساند النفسي على تحقيق تغيير مستدام من خلال معالجة الجذور النفسية. النتائج قد تكون أبطأ في الظهور مقارنة باللايف كوتش، لكنها تكون أعمق وأكثر تأثيرًا على المدى الطويل. شفاء العواطف المكبوتة والصدمات النفسية يسمح للفرد بالتحرر من القيود العاطفية التي تؤثر على حياته.

 

4. التدريب والمؤهلات

• اللايف كوتش: غالبًا ما يتلقى الكوتشينغ تدريبًا قصير المدى يركز على تطوير مهارات محددة مثل التحفيز والتواصل الفعّال. البرامج التدريبية للكوتشينغ لاتتطلب دراسة متعمقة في علم النفس.
• المساند النفسي: يتطلب عمل المساند النفسي دراسة متعمقة في علم النفس أو الاستشارة النفسية، ويخضع لتدريب مكثف يتضمن فهمًا شاملاً للنظريات النفسية وطرق العلاج. التأهيل هنا يشمل القدرة على التعامل مع اضطرابات نفسية أو عاطفية قد تكون معقدة، ويتطلب فهمًا علميًا وعميقًا للعقل البشري.

 

5. التعامل مع الصدمات والمشاعر المكبوتة

• اللايف كوتش: لا يتعامل اللايف كوتش عادة مع الصدمات النفسية العميقة أو المشاعر المكبوتة. في حالة وجود صدمات أو مشاكل نفسية جذرية، يتم إحالة الشخص إلى مختص في الصحة النفسية. الكوتشينغ يهدف إلى مساعدة الأفراد على التقدم نحو أهدافهم بشكل فوري دون الغوص في ماضيهم.
• المساند النفسي: يمتلك المساند النفسي الأدوات والمعرفة اللازمة للتعامل مع الصدمات النفسية والمشاعر المكبوتة. باستخدام تقنيات مثل التحليل النفسي أو العلاج الشعوري، يمكن للمساند النفسي أن يساعد الفرد في التعامل مع الأحداث المؤلمة والمشاعر التي تعيق تقدمه.

 

6. التأثير على الحياة الشخصية والعلاقات

• اللايف كوتش: يعمل اللايف كوتش على تحسين الأداء الشخصي والمهني للفرد من خلال تطوير عادات جديدة، وتعزيز الوعي الذاتي، وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف الشخصية. في هذا السياق، يتم تعزيز العلاقات على أساس تحسين التواصل والمهارات الشخصية.
• المساند النفسي: يعالج المساند النفسي العلاقات من منظور أعمق، حيث يسعى إلى فهم كيف تؤثر الجروح العاطفية القديمة على الديناميكيات الحالية في حياة الفرد. المساندة النفسية تهدف إلى تحسين العلاقات من خلال معالجة الصراعات الداخلية، وفهم الأنماط السلوكية التي تؤثر سلبًا على تفاعلات الشخص مع الآخرين.

 

الخلاصة

رغم أن كل من اللايف كوتش والمساند النفسي يلعبان دورًا مهمًا في تحسين حياة الأفراد، إلا أن الفرق الجوهري يكمن في العمق العلاجي الذي يقدمه كل منهما. اللايف كوتشينغ يقدم حلولًا فورية وعملية للتحديات اليومية، بينما المساندة النفسية تتعامل مع الجذور العاطفية والنفسية للمشاكل، مما يؤدي إلى شفاء أعمق وأكثر استدامة. لذا، الاختيار بين الاثنين يعتمد على احتياجات الفرد، سواء كان يبحث عن تحسينات سطحية في الحياة أو عن علاج عميق ومستدام لصدماته ومشاكله النفسية.

 

المصادر:

دراسة “The Difference Between Coaching and Psychotherapy” (2007)، جمعية علم النفس الأمريكية.
كتاب “Psychotherapy and Counseling: Essential Skills” (2012)، تأليف جيرالد كورنيش.
ورقة بحثية “Life Coaching Versus Counseling: What’s the Difference?”، مجلة علم النفس التطبيقي.

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أحدث المقالات من فريقنا. لا تقلق، معلوماتك ستبقى سرية ولن يتم مشاركتها.