احجز استشارة

مستويات الصحة النفسية: من المرض إلى الرفاه النفسي

Aug 26, 2024

مع أن الصحة النفسية مهمة جداً في الحياة وتمثل جانب مهم في الصحة العامة للفرد لكنها لم تأخذ القدر الكافي من الاهتمام، وتنعكس أهمية الصحة النفسية على كل جوانب السلوك، التفكير، والعواطف.


لفهم هذا الجانب الحيوي من حياتنا، من المفيد أن ننظر إلى الصحة النفسية من خلال مستويات متعددة، تمتد من المرض النفسي إلى الرفاه النفسي. في هذا المقال، سأتناول هذه المستويات الخمسة بتفصيل، مع توضيح الفروق بينها وأهميتها.

 

1. المرض النفسي (Mental Illness)

المرض النفسي هو أشد حالات التدهور في الصحة النفسية. يتصف باضطرابات عقلية حادة ومزمنة تؤثر بشكل كبير على قدرة الفرد على العمل في حياته اليومية. من أمثلة الأمراض النفسية: الفصام، الاكتئاب الشديد، والاضطراب ثنائي القطب. يتطلب المرض النفسي تدخلًا طبيًا وعلاجًا متخصصًا، وقد يشمل ذلك الأدوية النفسية والعلاج النفسي.

 

2. الاضطراب النفسي (Psychological Disorder)

الاضطراب النفسي هو مستوى أقل حدة من المرض النفسي، ولكنه لا يزال يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد. يشمل الاضطرابات النفسية مجموعة واسعة من الحالات مثل اضطرابات القلق والتوتر، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات الأكل. الاكتئاب ، المخاوف بأشكالها ، اضطرابات النوم ، يمكن أن تكون هذه الاضطرابات مزمنة أو مؤقتة، وتستجيب غالبًا للعلاج النفسي بدون دواء عن طريق تحرير الازمات الماضية المخزنة في لاواعي الفرد باستخدام تقنيات المساندة النفسية من علاج الصدمات القديمة والاستراتيجيات السلبية ( الادمانات ) وتحرير المشاعر المخزنة وعلاج الفوبيات ووالعلاجات التي تستهدف القيم والهويات.

 

3. الصحة النفسية (Mental Health)

الصحة النفسية تشير إلى الحالة العامة لعقل الفرد وقدرته على التكيف مع ضغوط الحياة اليومية. عندما تكون الصحة النفسية جيدة، يتمكن الشخص من التعامل مع التحديات، والعمل بفعالية، والمساهمة في مجتمعه. ومع ذلك، يمكن أن تتأثر الصحة النفسية بالضغوط النفسية أو التحديات الحياتية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

 

4. العافية النفسية (Psychological Wellness)

العافية النفسية تتجاوز مجرد عدم وجود اضطراب نفسي، فهي تشير إلى حالة من التوازن العاطفي والعقلي التي تسمح للفرد بالتطور والاتساع والشعور بالراحة النفسية والاستمتاع بالحياة. تتضمن العافية النفسية الوعي الذاتي، والقدرة على التحكم في العواطف، والتفاعل الاجتماعي الإيجابي. العناية بالعافية النفسية تتطلب ممارسة أنشطة تعزز الشعور بالراحة والسعادة مثل الرياضة، والتأمل، والاسترخاء الذهني، وبناء علاقات اجتماعية داعمة.

 

5. الرفاه النفسي (Psychological Well-being)

الرفاه النفسي هي أعلى مستوى يمكن تحقيقه في الصحة النفسية، وتشير إلى حالة من الرضا العميق والتوازن الداخلي، حيث يشعر الفرد بالاكتمال والغاية في الحياة. الشخص الذي يتمتع بالرفاه النفسي لديه قدرة على الاستمتاع باللحظة الحالية، والتحكم في توجهات حياته، وتحقيق إمكانياته الشخصية. ويستطيع أن يرى مجريات حياته من منظور أعلى يسمح له بفهم رسائل ما يحدث في حياته.
الرفاه النفسي يعني أيضًا أن يكون لدى الفرد إحساس عميق بالانتماء والسعادة مع ذاته ومع الآخرين.

 

أهمية فهم مستويات النفس

فهم هذه المستويات يساعدنا في تحديد موقعنا الحالي في رحلة الصحة النفسية، ومعرفة ما نحتاجه لتحقيق التوازن والرفاه. سواء كنا نواجه تحديات نفسية أو نسعى لتحقيق العافية والرفاه التفسي ، من المهم أن نتخذ خطوات واعية لدعم صحتنا النفسية عبر العناية بالجوانب العاطفية، العقلية، والاجتماعية من حياتنا.

 

الصحة النفسية ليست حالة ثابتة، بل هي عملية ديناميكية تتطلب الانتباه والاهتمام المستمرين. من خلال فهم هذه المستويات والعمل على تعزيز الصحة النفسية، يمكننا بناء حياة مليئة بالمعنى، السعادة، والتوازن.

 

تابع بودكاست الصندوق الأسود حلقة الصحة النفسية واستمتع بالمشاهدة تجدها في هذا الرابط

 

 

اشترك في قائمتنا البريدية لتصلك أحدث المقالات من فريقنا. لا تقلق، معلوماتك ستبقى سرية ولن يتم مشاركتها.